: مركز دراسات الاسرة و الطفل - RIHSS

أنماط الأبوة والأمومة الشائعة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال جائحة كوفيد-19

ملخص الدراسة

سعت هذه الدراسة لمعرفة تأثيرات انتشار فايروس كورونا (كوفيد 19) في مجتمع دولة الإمارات على الصحة النفسية للأطفال وعلاقته بأنماط المعاملة الوالدية للأطفال خلال هذه الفترة، والتعرف على أنواع وأشكال الإساءة، ومدى معرفة الأسرة بوجود خطوط ساخنه للمساعدة وتقديم الدعم اللازم خلال الفترة الجائحة. تم إجراء هذه الدراسة اعتماداً على المنهج الوصفي من خلال اختيار العينة القصدية.

شارك في هذه الدراسة من خلال الاستبيان 1044 شخص من فئة البالغين من المواطنين والمقيمين على مستوى الدولة، وتم استبعاد 279 منهم لعدم وجود أطفال لديهم في سن المدرسة (3 سنوات – 17 سنة) وكان عدد المشاركين الذين لديهم أبناء في سن المدرسة (765)، حيث وصل عدد الأطفال الذين شملت أسرهم الدراسة 1713 طفل. وتشير النتائج أن غالبية أفراد العينة هم من فئة الإناث (65.4%) و(68%) وفئة المواطنين وفي الفئة العمرية بين (35 إلى أقل عن 45) بنسبة وصلت 52%. وأن غالبية أفراد العينة لديهم أبناء في مرحلة الروضة والابتدائية بنسبة (36%). وقد توصلت الدراسة الى أن أنماط المعاملة الوالدية خلال الجائحة هو الديموقراطي هو النمط السائد بنسبة (82.6%). كما بينت نتائج متوسطات الأداء على أبعاد الإساءة ضد الأطفال، أن التنمر الإلكتروني خلال التعليم عن بعد قد أحتل المرتبة الأولى بمتوسط قدرة 4.123 يليه في ذلك الإساءة الجسدية حيث بلغ المتوسط (4.007)، ثم بعد ذلك الإساءة النفسية حيث بلغ المتوسط (3.2)، ثم جاء الاهمال بمتوسط(2.178) . وأظهرت النتائج أيضاً أن هناك فروقاً ظاهرية بين متوسطات الأداء على كل بعد من الأبعاد الفرعية والبعد الكلي لمقياس

تأثير انتشار كوفيد 19 على الإساءة الواقعة على الأطفال وفقاً لمتغير الأنماط الوالدية. حيث أظهرت النتائج أن أولياء الأمور الذين يصنفون أنفسهم متساهلين ومتسلطين يمارسون جميع أنواع الإساءة (النفسية والجسدية والاهمال) أكثر من أولياء الأمور الذين يصنفون أنفسهم ديمقراطيين.

كما بينت نتائج الدراسة أن غالبية أفراد العينة بنسبة 76% لا يعلمون بوجود خط ساخن لتقديم الاستشارات والمساعدة خلال الجائحة. وخلصت الدراسة إلى مجموعة من التوصيات القابلة للتنفيذ: كتفعيل الارشاد الأسري والالكتروني، والتوعية بوجود خطوط المساعدة، وأخيراً، التوعية بثقافة الحوار لتقليل نسب الاساءة الواقعة على الأطفال.

أولا. مقدمة:

تشير معظم المؤشرات العالمية إلى إزدياد حالات الاساءة والإساءة في النطاق الأسري بسبب الأزمات التي تمر بها الدول كإنتشار فايروس كوفيد 19 وبسبب الإجراءات المتعبه من حظر كلي أو جزئي للتنقل والذي يهدف إلى حماية الأفراد من هذا الفيروس (منظمة الصحة العالمية،2020). ومن الجدير بالذكر أنه خلال عام 2021 وصل عدد حالات الاصابة بفيروس كورونا حول العالم

229,892,408 إصابة وبلغ عدد الوفيات 4,714,987وبلغ عدد الحاصلين على التطعيم في العالم 501715, ,410,3 شخص في 21 سبتنمر 2021 ((Worldometers,2021. وما زالت بعض الدول في العالم عاجزه عن تقديم اللقاحات لمعظم سكانها بسبب وضعها الاقتصادي والذي يحول دون تقديم هذه الخدمات سواء كانت صحية أو تعليمي أو اجتماعية وبسبب سيطرة الدولة المتقدمة على سوق إنتاج هذه اللقاحات (2021 ,Organization Bank World).

الأ أن دولة الإمارات العربية المتحدة أظهرت بالمقارنه بباقي الدول على قدرتها على تجاوز الازمات برشاقته المؤسسية وقدرتها على إدارة الازمات والكوارث بحسب منظمة الصحة العالمية )2021 ,A Suchodoletz. & J .(Belanger. ورغم الجهود الكبيرة لدولة الإمارات في توفير البيئة الملائمة لتوفير حياة كريمة للاسر خلال فترة الجائحة، الا أن دراسة وضع الأطفال (الاجتماعي والنفسي) في ظل الجائحة لم يدرس بصورة كافية وبحسب منظمة الصحة العالمية وعدد من المنظمات العالمية أن حالات الإساءة ضد الأطفال تصبح أكثر ظهوراً في الازمات والظروف الاستثنائية ويتوجب على الدولة عمل دراسات متخصصة تكشف عن حجم هذه المشكلة.

وتشير منظمة اليونسيف أنه من المحتمل أن تؤدي عدد من العوامل المتعلقة بتدابير الحبس والحظر المنزلي وإجراءات إغلاق المدارس والحضانات إلى ممارسة الاساءة ضد الأطفال نتيجة للتوترات المتزايدة في الأسرة، والضغوط الإضافية التي يتعرض لها مقدمو الرعاية أو الوالدين، والخوف من تأثر الاقتصاد، وفقدان الوظائف أو سبل العيش، والعزلة الاجتماعية، إضافه إلى مشاهدة الأطفال للعنف الموجه ضد أحد الوالدين يؤثر بشكل مباشر على صحة الأطفال العقلية والنفسية. وتحث منظمة اليونسيف الدول على جمع البيانات الاحصائية حول تأثيرات الجائحة على حياة الأطفال في العالم (a2020 ,UNICEF)، وتشجع منظمة الصحة العالمية الدول على جمع البيانات العلمية عن الإساءة والاساءة الذي قد يتعرض له النساء والأطفال خلال فترة الجائحة ومبينه أن الاساءة ضد هذه الفئة مازال خطر يهدد الصحة العامة خلال حالات الطوارى والازمات (منظمة الصحة العالمية، 2020). بالإضافة إلى ذلك، تبين تقارير منظمة الصحة الصادرة من عدة دول كالصين والولايات المتحدة والمملكة المتحدة ودول أخرى، أن هناك زيادة في حالات الاساءة

المنزل منذ تفشي الجائحة. ويبين تقرير المنظمة أن هناك عوامل تساهم في تفاقم مخاطر الاساءة كالانقطاع عن الشبكات الاجتماعية أو العزلة الاجتماعية و تأثر الخدمات المقدمة من الجهات الاجتماعية أو جهات تقديم الحماية وخطوط المساعدة. بالإضافة إلى الاجهاد الذي أصيبت به المرأة بسبب الأعباء التي زادة على عاتقها من أعمال الرعاية المنزلية والتعليم وتفاقمها نتيجة إغلاق المدارس والخاسر الاقتصادية كفقدان الوظيفة والعزلة الاجتماعية قد تساهم في تعريض المرأة للعنف من قبل الشريك وبالتي قد تؤثر على أساليب تعامل أحد الوالدين مع الأبناء والذي قد يصل إلى مستوى التعنيف أو الإساءة إليهم بقصد أو من غير قصد نتيجة الضغوط اليومية ( CDC,2021 & 2020b UNICEF,). وذكر تقرير اليونسيف أن لإنتشار الوباء ثلاثة آثار رئيسية محتملة على الأطفال تتعلق بحماية الطفل وهي: الإهمال ونقص الرعاية الأبوية؛ الصحة العقلية والضيق النفسي والاجتماعي؛ وزيادة التعرض للعنف، بما في ذلك الاساءة الجنسي والإعتداء الجسدي والعاطفي على الأطفال (2020c UNICEF,).

تشير العديد من التقارير إلى أن الزيادة الضغوط النفسية على العائلات أو (الاحساس الغامر بالضغط النفسي الذي تعاني منه العائلات) الناتجة بسبب انتشار الجائحة سيساهم في انتشار أزمة صحية نفسية عالمية (2021 al., et Han & ;2020 al., et Brooks). وتشير دراسة في وزارة الصحة في ايطاليا، أن الأطفال في سن 6 سنوات في الأسر التي عانت من الضغط النفسي أظهروا مؤشرات لاضطرابات في النوم والنمو الطبيعي بنسبة وصلت 65% (2020 ,Windfield). وبينت دراسة أخرى أسترالية على عينة من مقدمي الرعاية وأطفالهم (2100)، أن ربع العينة المشاركة في الدراسة من العائلات قد فقدوا وظائفهم وثلث العينة عانوا من الحرمان المادي وعانت نصف

العينة ( من فئة مقدمي الرعاية) وثلث العينة من فئة الأطفال من آثار سلبية على الصحة العقلية. وأن فئة الامهات الذين يرعون أطفال بين سن (5-12) كانوا أكثر تضرراً نفسياً ( etal, A Price. 2021) .

حيث تشير دراسة في الولايات المتحدة أن بنسبة 19% من الآباء قد أفادوا أنهم قاموا ب "الصراخ"على أطفالهم في كثير من الأحيان وحاولوا زيادة ضبط أبنائهم بنسبة (15٪) منذ بداية جائحة فيروس كورونا. وبنسبة 61% من الآباء قد اساءوا إلى أبناء إساءة نفسية على الأقل خلال الاسابيع من شهر مارس 2020 في الولايات المتحدة2020, P.) K. Ward. & J. S. Lee. ).

شارك

قصص بحوث أخرى قد تعجبك