مجموعة العلاقات العامة والاتصال المؤسسية

تمر العلاقات العامة والاتصال المؤسسي منذ ثلاثة عقود خلت بتحولات كبيرة ربما لم تشهدها من قبل، وتؤثر هذه التحولات مباشرة على الطريقة التي يدرك بها الممارسون كيفية إدارة العلاقات العامة. وجاءت بعض هذه التحولات من الجانب الأكاديمي للعلاقات العامة، في حين عكس بعضها الأخر تحولات في ممارسة العلاقات العامة والاتصال المؤسسي على الجانب المهني. وفي الحالة الأولى يجد الممارسون صعوبة في تطبيق المعرفة الناجمة عن التحولات والتطورات في الجانب الأكاديمي. وفي الحالة الثانية، يسعي الأكاديميون إما إلى نقد التحولات في ممارسة العلاقات العامة في جانبها المهني أو محاولة تقنينها علميا.

وأصبحت العلاقات العامة من أهم الوظائف الإدارية والاتصالية في المنظمات المختلفة، ولم يعد دورها يقتصر على المنظمات الإنتاجية والخدمية، وإنما اتسع هذا الدور ليشمل إدارة العلاقات بين الدولة ومواطنيها، وبين الدول والمجتمع الدولي. وفي منطقة الشرق الأوسط يوجد اهتمام متزايد بهذه الوظيفة حيث بلغ إجمالي ما تم إنفاقه على صناعة العلاقات العامة في عام 2010 حوالي مائة مليون دولار، والأهم من هذه الأرقام أن العلاقات العامة تأتي كأول وظيفة إدارية واتصالية تحقق أرباحا من العائد من الاستثمار فيها. وفي دولة الامارات حقق قطاع العلاقات العامة نمواً بنسبة 8% ليصل إلى 734 مليون درهم في العام 2009، مع زيادة سنوية بنسبة 10.0%، وذلك بعد زيادة المخصصات التي ترصدها الشركات لدعم صورتها الذهنية بين جمهور المتعاملين، وتحتضن الامارات أكبر عدد من شركات العلاقات العامة في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ عدد الشركات العاملة في دبي وحدها نحو 100 شركة بنهاية عام 2009.

تسعى هذه المجموعة البحثية إلى تنفيذ مجموعة من البحوث العلمية التي توفر قاعدة بيانات موثقة عن واقع ممارسة العلاقات العامة في الدولة، وتحديد الابعاد المختلفة لهذه الوظيفة الاتصالية، ومن أهمها مدى استخدام تطبيقات الحكومة الإلكترونية في المنظمات المختلفة، وتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي في بناء صورة هذه المنظمات وإدارة سمعتها، ودراسة برامج المسئولية الاجتماعية للمنظمات الخدمية والانتاجية وفق النماذج والنظريات العلمية الحاكمة لها.