برعاية سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، أطلقت جامعة الشارقة المؤتمر الدولي الأول للخريجين، والذي يقام تحت شعار "تمكين التوظيف في عصر الذكاء الاصطناعي"، والذي يهدف إلى استكشاف الفرص والتحديات التي تواجه خريجي الجامعات في عصر الذكاء الاصطناعي، بمشاركة نخبة من المسؤولين والمختصين في القطاع الحكومي والخاص وصناع القرار ورواد الأعمال وخبراء في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك خلال يومي الأربعاء والخميس 22 و23 من شهر يناير في قاعة المدينة الجامعية.

وخلال كلمته الافتتاحية، رحب الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي، مدير جامعة الشارقة بالحضور من الخريجين والخريجات والباحثين والمختصين من مختلف دول العالم، وقدم الشكر والتقدير لسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة، رئيس جامعة الشارقة، على رعايته ودعمه لأنشطة الجامعة المختلفة، وأكد على التزام الجامعة بدورها الريادي في تعزيز العلم والمعرفة، ودعم الخريجين وتمكينهم في مجالاتهم المختلفة.

وأضاف أن هذا المؤتمر لا يقتصر على كونه تجمعًا علميًا فحسب، بل هو منصة استراتيجية عالمية تهدف إلى تعزيز تبادل المعرفة والخبرات بين المشاركين من مختلف التخصصات العلمية والمهنية.

وأكد المدير أن الجامعة من خلال هذا المؤتمر تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف التي تتماشى مع رؤية جامعة الشارقة ورسالتها، ومن أبرزها تعزيز جاهزية الخريجين لسوق العمل، عبر تمكينهم من أدوات ومهارات تواكب عصر الذكاء الاصطناعي، وفتح آفاق جديدة للتعاون العلمي والمجتمعي، من خلال تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص، ومعالجة القضايا الرئيسية للتوظيف وريادة الأعمال، عبر دراسة تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد وسوق العمل، وتقديم حلول مبتكرة، وبناء شبكة عالمية من العلاقات المهنية والعلمية، لتسهم في تعزيز التعاون بين خريجي الجامعة وزملائهم من جميع أنحاء العالم.

ثم تناول مدير الجامعة عدد من الاحصائيات عن الجامعة منذ تأسيسها والتطور اللافت التي حققته خلال فترة قصيرة، مقارنة بعمر الجامعات الكبرى، فتناول عدد الكليات وعدد البرامج الأكاديمية والمهنية التي تطرحها الجامعة، والمعتمدة محليا ودوليا في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، مع تركيزها على برامج مبتكرة تواكب التطورات العالمية وتلبي احتياجات السوق، هذا بالإضافة إلى إنجازات الجامعة وصعودها في التصنيفات الدولية.

كما عرض مدير الجامعة خلال كلمته نبذة عن برنامج علماء الوطن التي تتبناه الجامعة ضمن خطتها الاستراتيجية الحالية، من خلال استقطاب الطلبة والخريجين المتميزين وتأهيلهم أكاديميا ليصبحوا علماء وباحثين في المستقبل ضمن أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة.

الدكتورة أمل آل علي، رئيس اللجنة التنظيمية للمؤتمر ومدير مكتب رابطة الخريجين في الجامعة، أوضحت خلال كلمتها أن المؤتمر يتميز بدمج الجانب العلمي الأكاديمي، من خلال أوراق العمل البحثية، والتي قدمها الخريجين للجنة العلمية للمؤتمر، مع الممارسات في قطاع العمل والصناعة.

وأضافت آل علي أن اللجنة العلمية للمؤتمر تلقت عدد كبير من أوراق العمل البحثية، وتم قبول 40 ورقة بحثية لمناقشتها وعرضها خلال الجلسات العلمية للمؤتمر، وتتمحور أرواق العمل المقبولة في مجالات علمية مختلفة مثل: التكنولوجيا، والمجالات الطبية والصيدلة، وإدارة الأعمال، والقانون، والإعلام، هذا بالإضافة إلى 10 ورش عمل على مدار يومين، وكذلك 17 جلسة نقاشية وعلمية يشارك فيها 50 من المتحدثين الدوليين والمتخصصين في مجال الذكاء الاصطناعي والموارد البشرية، يمثلون 40 دولة من مختلف دول العالم، هذا بجانب معرض التوظيف المقام على هامش المؤتمر والذي يشارك فيه أكثر من 60 جهة سواء من المؤسسات والهيئات الحكومية أو الشركات خاصة.

ثم قدم سعادة عبد الله القعود، رئيس العمليات غرفة دبي للاقتصاد الرقمي، نبذة تعريفية عن استراتيجية التحول الرقمي في مختلف دول العالم، والجهود التي تقدمها غرفة دبي للاقتصاد الرقمي في تعزيز النمو الاقتصادي القائم على المعرفة، وتبني الأفكار والبرامج الرقمية التي يمكن أن تحتاجها الشركات في مجال عملها، مؤكداً على أهمية الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته مستقبلاً في سوق العمل وتوفير الفرص الوظيفية للخريجين، أما سعادة سالم عمر، المدير الإقليمي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسكو)، أشاد  بالتعاون بين جامعة الشارقة والمنظمة، موضحاً الدور المهم الذي تقوم به المنظمة في الحفاظ على القيم الإنسانية من خلال تعاونها مع المؤسسات الجامعية والأكاديمية.

ثم تحدث الدكتور عمرو عوض الله، مؤسس ورئيس تنفيذي شركة فيكتارا، المتحدث الرئيس الأول، وتناول عرض عدد كبير من النماذج والتطبيقات التي تعتمد على استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وتفاعلها بنفس الطريقة التي يتفاعل بها العقل البشري بما يؤدي في النهاية إلى توفير الوقت والجهد في عدد كبير من المهام والوظائف التي تتطلبها الحياة اليومية.

تلاه المتحدث الرئيس الثاني الأستاذ الدكتور أحمد الشربيني، أستاذ نظم الاتصالات والشبكات بكلية الهندسة في جامعة القاهرة، والذي قدم عرضا تعريفيا عن تطور وبداية استخدامات الذكاء الاصطناعي على مدار العقود الماضية، ثم ما حدث من ثورة تكنولوجية ومعلوماتية من تطبيقات الحاسب الآلي والحوسبة السحابية وتحليل المعلومات كانت لها أبرز الأثر في ابتكار العديد من البرامج والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي في صورتها الحالية، مؤكداً على أن عدد الوظائف الجديدة التي سوف تضاف إلى سوق العمل نتيجة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي هي أكثر من تلك الوظائف التي ستختفي من سوق العمل مستقبلاً.

واختتم الحفل بعرض فني تعبيري يجسد تأثير الذكاء الاصطناعي على الإنسان والتحديات التي تواجه سوق العمل في ظل الذكاء الاصطناعي، ثم كرم مدير الجامعة المتحدثين الرئيسيين وهم الدكتور عمرو عوض الله، والأستاذ الدكتور أحمد الشربيني، كما كرم الرعاة وهم: غرفة دبي الرقمية، والعربية للطيران، وسنترو الشارقة، وهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وأكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، وسفاري الشارقة.