مروان سلامة يشخّص الهم الفلسطيني في 18 لوحة
دبي عثمان حسن:
افتتح الدكتور ماجد الجروان نائب مدير جامعة الشارقة، مساء أمس الأول، في غاليري ارتيزيما في القوز في دبي، معرض "تناغم" للفنان التشكيلي الفلسطيني مروان سلامة، ويتضمن 18 لوحة ويستمر حتى الخامس من يناير/ كانون الثاني المقبل، حضر حفل الافتتاح مديرة الغاليري أوريلا كوكو وعدد من الفنانين والمهتمين .
هذا هو المعرض الخامس لمروان سلامة الذي له مشاركات فنية في سوريا ولبنان وتونس وروسيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم اشتغال لوحات المعرض بالدمج بين التجريدية والتعبيرية .
يسير النص السردي البصري في معرض سلامة في خطين متوازيين: الشكل والمضمون، فمن حيث الشكل، يجد المتلقي نفسه أمام تشكيل هارموني من الألوان المبهجة التي تعبر عن الخاص والعام، ضمن متوالية فنية يحاول سلامة من خلالها تلخيص فكرته بتوزيع كتل لونية مدروسة بعضها يعبر عن الحالة القلقة للفرد التي هي بالضرورة ليست منفصلة عن العام الكلي العربي وبالتالي الإنساني .
من حيث المضمون، يبدو الهم الفلسطيني واضحاً في كثير من اللوحات التي يرمز لها الفنان بكثير من الثيمات الواضحة، الأجساد المتراصة للنساء في أكثر من لوحة، هي دلالة عن الحالة الحميمية التي تمثلها المرأة، مثل هذا الالتحام النسوي يتكرر في أكثر من لوحة كلوحة "وداع شهيد" .
في لوحة أخرى تظهر المرأة خارجة من أتون أمواج عاتية، في دلالة على العنفوان والقوة والشموخ، وهي الدلالات في لوحات تمثل فيها المرأة رمزاً حيوياً وأساسياً يعبر عن الأرض، ومن جهة أخرى، تبرز متوالية اللون بين الأحمر والأبيض والبرتقالي والأسود والأزرق بوصفها معبرة عن التراث والفلكلور الفلسطيني، الموشى بثيمات ورموز كنعانية صريحة .
في بورتريه للفنان ثمة تعبير عن الضوضاء والقلق التي يعيشها الفنان نفسه، يبرز ذلك انعكاس الألوان كذاكرة غير متناسقة، بعض اللوحات تظهر الوجوه بلا ملامح في إشارة واضحة لحال الإنسان العربي الذي يجمع بين صفات متناقضة من (النفاق والرياء القبح والتصنع، وأيضاً الصدق والجمال) السياق ذاته يبرز في لوحات أخرى، تبرز عدداً لا بأس به من العازفين على آلات مختلفة: التشيلو، الناي، الغيتار، كما هو أيضاً في لوحة المرأة التي تستمع لعازف التشيلو، فيما هي محبوسة داخل إطار، والطائر الذي يقابلها محبوس داخل قفص، والعازف داخل سجن كذلك .
امرأة على رقعة الشطرنج، واحدة من اللوحات التي ترمز للحالة الفلسطينية، في تصوير فني لحال المرارة التي تعيشها فلسطين، التي تتقاذفها الرقعة في الاتجاهات كافة .
في اللوحات المشغولة باستخدام الأكريليك على قماش ثمة أناقة في استخدام اللون الذي يضيء على معانٍ مختلفة بحسب ما يؤكد سلامة، فالأحمر دلالة العطاء، والأبيض دلالة التفاؤل والأمل، كما هو حال البرتقالي الذي وظفه سلامة ليعطي إحساساً بحب الحياة، فبرز بشكل مكثف في اللوحات التي تتضمن آلات موسيقية، والبرتقالي لون يناسب المرأة التي تشعر بعدم الاستمتاع بالحياة، فتحس بالملل أو الاكتئاب ويساعد على الخروج من مثل هذه الحالة النفسية .
المصدر:
https://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/b5915d63-13dc-43a3-b71f-042355286c22#sthash.VjyJ1Ysk.dpuf