جميلة القاسمي: العجز المادي سبب رفع رسوم “الخدمات الإنسانية”
لقاء: ميرفت الخطيب
رصدت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، مبلغ مليوني درهم لتأسيس مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة، وذلك بناءً على اتفاقية وقعتها المدينة مع الجامعة، بموافقة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة، خاصة أن رسالة المركز تنص على العمل من أجل بيئة تعليمية جاذبة ومهيأة للأشخاص من ذوي الإعاقة تمكنهم من الاندماج التام مع أقرانهم في الجامعة . صرحت بذلك الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي المديرة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، في حوارها مع "الخليج"، موجهة الشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة، وإلى الدكتور حميد مجول النعيمي مدير الجامعة .
أعلنت الشيخة جميلة أن المركز سوف يتم افتتاحه قريباً في مقر الجامعة . مشيرة إلى أنه تم تشكيل لجنة تأسيس مركز الموارد لذوي الاحتياجات الخاصة، وهي مختصة باختيار الكادر الوظيفي ووضع الهيكلية، منوهة بأن المركز سيضم موظفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، في حين أنه سيكون للخريجين من المعاقين مجلس استشاري أو أمانة ممن لديهم الخبرة في الحياة الجامعية . هذا إضافة إلى أنه سيكون للمركز، مركز مصادر في كلية البنين وآخر في كلية البنات .
وشرحت القاسمي عن المركز بأنه سيعمل على تعليم جامعي ذي كفاءة وجودة عاليتين للطلبة من ذوي الإعاقة في جامعة الشارقة أسوة بغيرهم من الطلبة، وتوفير وإتاحة فرص متساوية للجميع خاصة أمام الطلبة من ذوي الإعاقة للحصول على الدرجات العلمية . ومن ثم يحظى الطالب بإرشاد وظيفي لإيجاد فرصة عمل مناسبة له في مؤسسات المجتمع المحلي كجزء من منظومة العمل المتكاملة في الجامعة .
وحول أهم مهام مركز الموارد لذوي الإعاقة أجابت القاسمي، ضمان إمكانية وصول الأشخاص من ذوي الإعاقة إلى جميع مرافق الحرم الجامعي، إضافة إلى ضمان حصول الطلبة من ذوي الإعاقة على أفضل الخدمات من خلال التعاون مع الجهات المختصة، كذلك العمل على توفير التقنيات المساعدة لتسهيل عملية الوصول والتعلم لهؤلاء الطلبة . وتعزيز المناصرة الذاتية واتخاذ القرار من أجل تحقيق المشاركة الكاملة للطلبة من ذوي الإعاقة في الحياة الجامعية . ونشر ثقافة الإعاقة في الحرم الجامعي . وأخيراً، تقييم وتطوير الخدمات المقدمة على مستوى الجامعة .
واستطردت الشيخة جميلة قائلة، لقد عملت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ تأسيسها في عام 1979 على تحقيق رؤية وتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات المعنية من أجل بلورة رؤيتها بأن تكون مؤسسة رائدة في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي وتحقيق رسالتها في العمل المشترك للحد من أسباب الإعاقة بالتدخل المبكر والتوعية المجتمعية، والعمل على مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة بالتعليم والتأهيل والتوظيف ليكونوا مشاركين ومستقلين في مجتمعاتهم . ويأتي هذا التوجه انطلاقاً من حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الرئيس الفخري للمدينة، الرئيس الأعلى لجامعة الشارقة على أن تكون الشارقة منارة علم وثقافة وحضارة، وعمل لذلك جاهداً طوال سنوات، واضعاً نصب عينيه جعلها إمارة دامجة تتسع وتحتضن جميع أبنائها والمقيمين فيها على تنوعهم وتنوع قدراتهم .
وعلى صعيد آخر، أشارت الشيخة جميلة القاسمي، إلى أن المدينة وقعت اتفاقية ثانية مع جامعة الشارقة، منذ فترة قصيرة وهي تتعلق بطرح برنامج دبلوم من قبل مركز التعليم المستمر للتقنيات المساندة للمتخصصين في مجال خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، وسوف يبدأ التسجيل الشهر المقبل . وتشير القاسمي إلى أن طرح هذا البرنامج يعود لحاجة الميدان إلى كوادر عمل مختصة .
زيادة الرسوم
تطرق اللقاء مع المدير العام للمدينة إلى قضية رفع المدينة للرسوم على طلبتها، حيث شرحت القاسمي بأن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وضعت على رأس أولويتها تقديم أفضل الخدمات وأرقاها لأبنائها وطلبتها من ذوي الإعاقة، واستقطبت من أجل ذلك أفضل الكوادر والخبرات ووظفت أفضل التقنيات والأساليب في تدريبهم وتعليمهم وتأهيلهم لإيصالهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم .
وأكدت أن المدينة في ميثاقها الأخلاقي الذي أقرته منذ أكثر من عشر سنوات في مايو 2004 أن الأطفال هم القيمة الأسمى والمبرر الأوحد لبقائنا واستمرارنا ولابد من تقبلهم تقبلاً غير مشروط والمحافظة على حقوقهم وصيانتها وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم والحرص كل الحرص على مصلحتهم وإن وجد ما يتعارض مع ذلك فيتم علاجه بوضوح وبساطة بعد تحديد المسؤوليات .
مشيرة إلى أن المدينة ليست مؤسسة خيرية، بل هي مؤسسة خدمية غير ربحية تقدم خدمات إنسانية من الدرجة الأولى للأشخاص المعاقين كافة من دون تفرقة أو تمييز . إضافة إلى الجانب الخيري الذي يقدمه المجتمع سواء من خلال الدعم الحكومي للمدينة ومساعدتها على تقديم الخدمات، أو من خلال دعم المؤسسات والأفراد .
مقارنة محلية
خلصت الشيخة جميلة إلى القول وبناء على كل ما عرضناه من أرقام وإحصاءات، وبالتنويه إلى أن المدينة قامت بدراسة قيمة الرسوم السنوية في المراكز الخاصة داخل الدولة، ووجدت أنها تتراوح بين 40 ألف درهم إلى 120 ألف درهم حسب نوع الإعاقة . فاختارت ان تكون الرسوم متوسطة لهذا الرقم . كي تواجه العجز الذي بدأ يتزايد عاماً بعد عام وهي تتحمله لوحدها، بل طلبنا مساعدة من الأهالي لسد العجز المالي السنوي الذي إن تركناه يتراكم فسيؤثر حتماً في استمرارية عملنا في خدمة أبنائهم .
واستطردت بالقول: ومع ذلك تم تشكيل لجنة لدراسة الأوضاع الخاصة، فمن لم يجد في نفسه القدرة على دفع التكلفة الفعلية كاملة أو قسم منها أو كلها، فعليه أن يثبت ذلك ويحضر الأوراق والمستندات التي تبين وضعه المالي والاقتصادي، أو أن يوافق كل ولي أمر غير قادر على تسديد الرسوم الدراسية على قيام المدينة بعمل دراسة حالة اجتماعية واقتصادية لإثبات وضعه . وفي حال عدم قدرة ولي الأمر على تسديد كامل التكلفة الفعلية ستقوم المدينة بتسديد القسم المتبقي من هذه الرسوم من أموال الزكاة، وذلك بعد أخذ إقرار خطي من ولي الأمر بموافقته الشخصية على تسديد هذا العجز من أموال الزكاة وباعتبار أن المستفيد من خدمات المدينة طالب علم وهو أحد المصارف الشرعية لأموال الزكاة .
المصدر :
https://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/2102df66-97f9-4b68-a6f8-4c3a72e95de6#sthash.zCuHYvZT.dpuf