كلمة نائب المدير
إن التقدم العلمي لأي دولة يقاس بما توليه من أهمية للبحث العلمي ، ولأن جامعة الشارقة تؤمن بأهمية البحث العلمي في بناء دولة الإمارات العربية الحديثة ، فقد أولت ومنذ انشائها في عام 1997 الاهتمام بالبحث العلمي باعتباره وظيفة أساسية من وظائف الجامعة ، بالإضافة إلى التدريس وخدمة المجتمع ؛ لذلك عملت الجامعة وضمن خطتها الاستراتيجية على التركيز على نشر ثقافة البحث العلمي بين أعضاء هيئة التدريس ودعمه وتعزيزه في جميع المجالات من خلال تسخير كافة الإمكانات واستقطاب أعضاء هيئة التدريس المتميزين ، وخاصةً في مجال البحث العلمي ، وهذا في الحقيقة نابع من إيمان الجامعة بأن البحث العلمي يعتبر الدعامة الأساسية للتطوير ، ودفع عجلة التنمية في المجتمع ، في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والصحية ، وحل المشكلات التي يواجها المجتمع ، بالإضافة إلى إنتاج المعرفة وصناعتها..
ولأن جامعة الشارقة تطمح لأن تكون متميزة بشكل خاص في مجال البحث العلمي ، ليس فقط على المستوى المحلي ، وإنما على المستوى الإقليمي والدولي ؛ وذلك وصولاً إلى العالمية ، وَفقًا لرؤى وتطلعات رئيسها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ، عضو المجلس الأعلى ، حاكم الشارقة ـ فقد ركزت إدارة ممثلة بمديرها الاستاذ الدكتور حميد النعيمي في خطتها الاستراتيجية السابقة (2014-2019) على إعادة تنظيم هيكلة البحث العلمي في الجامعة ؛ وذلك باستحداث منصب نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا ، بالإضافة إلى انشاء معاهد بحثية تشمل جميع المجالات المعرفية ، ومن هذه المعاهد: معهد البحوث للعلوم الطبّية والصحية ، ومعهد البحوث للعلوم والهندسة ، ومعهد البحوث للعلوم الإنسانية والاجتماعية. هذا بالإضافة إلى كلية الدراسات العليا التي تقدم مجموعة متنوعة من برامج الدراسات العليا وتشرك طلابها في البحث العلمي في العديد من التخصصات. كما يوجد حاليًا 9 مراكز بحثية و 75 مجموعة بحثية تعمل ضمن هذه المعاهد. وقد أجرى أعضاء هيئة التدريس في هذه المراكز والمجموعات عددًا كبيرًا من الدراسات والمشاريع البحثية بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس داخل القسم الواحد وبين الأقسام.. كما يقوم الباحثون في المجموعات البحثية بإجراء العديد من البحوث بالتعاون مع مؤسسات أكاديمية خارجية لها سمعة مرموقة ومشهود لها بالتميز في المجال البحثي ؛ وذلك من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، فضلا عن التعاون مع المؤسسات الخارجية سواء كانت محلية أو اقليمية أو دولية لدعم وتمويل البحوث التي يجريها أعضاء هيئة التدريس..
هذا وقد أولت الجامعة أيضا ضمن خطتها الاستراتيجية الحالية الاهتمام بطلبة البكالوريوس بشكل عام ، وطلبة الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) بشكل خاص؛ وذلك بتشجيعهم على إجراء بحوث بالتعاون مع أعضاء هيئة التدريس ، بهدف خدمة المجتمع ونشرها في مجلات عالمية ذات سمعة مرموقة..
كما استحدثت الجامعة أقسامًا أخرى ضمن هيكلة البحث العلمي ، تهدف أيضًا إلى دعم البحوث العلمية ؛ منها: قسم تمويل البحوث ووحدة النشر العلمي ووحدة نقل التكنولوجيا، بالإضافة إلى قسم العلاقات المجتمعية للبحث العلمي الذي يهدف إلى بناء العلاقات بين مكونات المجتمع والجامعة وتطويرها لتوجيه البحث العلمي فيها ودعمه لخدمة المجتمع. ولزيادة الدعم للبحث العلمي فقد تم رصد مبالغ هامّة لتمويل البحوث العلمية برعاية سخيّة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة. ويتواصل هذا الدعم الهائل للبحث العلمي في الجامعة برعاية كريمة من رئيس جامعة الشارقة، سموّ الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، بما يتوافق مع أهداف وتطلّعات استراتيجية البحث العلمي الحالية (2019-2024).
وفي الختام يمكن القول إن البحث العلمي لا يمكن أن يتقدم إلا من خلال التعاون والعمل الدؤوب وتضافر الجهود من قبل الجميع سواء كانوا أعضاء هيئة تدريس أم إداريين ، بالإضافة إلى التعاون بين الجامعة و المؤسسات والهيئات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني في القطاعات المختلفة ؛ وذلك من خلال تكوين شراكات استراتيجية معها ؛ لتلبية حاجات المجتمع الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية ، من خلال إجراء البحوث التطبيقية ذات الصلة..
مع تمنياتي للجميع بالتوفيق
أ.د. معمر بالطيب
نائب مدير الجامعة لشؤون البحث العلمي والدراسات العليا