ملخص البحث:

يهدف هذا البحث تأصيل (نقد الفتاوى) في إطار نظري متكامل بدءًا من السياق الاصطلاحي والتاريخي، ومرورًا بالمشروعية وموجبات النقد، وانتهاءً إلى المنهج والوظيفة، ذلك أن الحاجة إلى هذا النقد ماسة في عصر تجرأ فيه الأدعياء على هذه الصناعة، وكثر الشذوذ والإغراب، وترتب على ذلك ما ترتب من تضليل الناس.

ومن النتائج الذي خلصت إليها الأطروحة:

1. اتسم نقد الفتاوى في عصرنا بسمة غالبة، وهي النزوع المقاصدي، ومرد ذلك إلى أمرين أولهما: رواج سوق المقاصد، وكثرة الإقبال عليها درسًا وتنظيرًا واستفادةً، والثاني: أن جملة وافرة من أغلاط الفتوى مرجعها إلى التحايل على الشرع، أو الإغراق في الظاهر واعتصار الألفاظ.
2. من أبرز مثارات الخطأ في مرحلة التنزيل: الذهول عن تحقيق المناط الخاص، ومن أبرز تجلياته: الغفلة عن الخصوصية الذاتية في النازلة، فيُسأل المفتي عن مناط خاص محتف بقرائن وملابسات تستوجب إجابة بما يقتضيه هذا المناط الخاص، فيذهل المفتي عن تلك الملابسات، ويفتي بالمناط العام دون تبصر بمآلات هذه الإجابة، فيوقع المستفتي في حرج شديد يفوت عليه مصالحه المعتبرة.