عبدالرحمن ابو سيامه

نموذج الطاقة المظلمة الناشئة وقيودها الكونية

إن التوسع المتسارع للكون هو ظاهرة تم اكتشافها لأول مرة في أواخر تسعينيات القرن العشرين من خلال ملاحظات المستعرات العظمى البعيدة. أشارت الملاحظات إلى أن توسع الكون لا يتباطأ بسبب الجاذبية للمادة، كما كان يُعتقد سابقًا، بل إنه في الواقع يتسارع. كان اكتشاف التوسع المتسارع للكون بمثابة اختراق كبير في فهمنا للكون وأدى إلى مجال بحثي جديد يُعرف باسم علم الكونيات للطاقة المظلمة. يتم تفسير الكون المتسارع حاليًا من خلال نموذج CDM (المادة المظلمة الباردة)، وهو النموذج القياسي الحالي لعلم الكونيات. يقترح هذا النموذج أن الكون يتكون من المادة المظلمة والطاقة المظلمة بالإضافة إلى المادة المألوفة التي تشكل كل شيء يمكننا رؤيته ولمسه. تشير (ماذا؟ المعلومات المفقودة) في CDM إلى الثابت الكوني، وهو ثابت اقترحه أينشتاين لأول مرة لشرح الطبيعة الثابتة للكون. يُفهم الآن أن هذا الثابت يمثل الطاقة المظلمة التي تسبب التوسع المتسارع للكون. إن نموذج CDM مدعوم بمجموعة واسعة من الأدلة الرصدية، بما في ذلك الخلفية الكونية الميكروية، والبنية واسعة النطاق، والمستعرات العظمى. كما يتنبأ بالتوسع المتسارع الملحوظ للكون والبنية واسعة النطاق الملحوظة للكون. ومع ذلك، فإن نموذج CDM ليس خاليًا من المشاكل ولا يزال هناك العديد من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، بما في ذلك مشكلة القمر الصناعي المفقود، وتوتر هابل ومشكلة الثابت الكوني. قد تشير هذه المشاكل إلى أن نموذج CDM ليس وصفًا كاملاً للكون أو أن هناك فيزياء جديدة أو مكونات إضافية يجب أخذها في الاعتبار.

شارك

أبرز مشاريع الطلبة الأخرى التي قد تعجبك